في خطوة غير مسبوقة وضمن إشراف ورؤية وزارة السياحة في إظهار صورة سورية الحضارية وتاريخها المشرق يقيم متحف الآغا خان بالتعاون مع منظمة اليونسكو للعلوم و الثقافة وعدد من المتاحف العالمية في شمال أمريكا وأوروبة والشرق الأوسط بإقامة المعرض المتميز والرائد بعنوان "سورية تاريخ حي" وذلك في مدينة تورنتو الكندية في الفترة الواقعة ما بين 15/10/2016 ولغاية 26/2/2017 لإظهار الإرث الثقافي الغني لسورية منذ عام 3200 ق.م. حتى القرن الحادي والعشرون من خلال ما يعرضه من تحف أثرية وأعمال فنية لا تقدر بثمن تم جمعها بعناية فائقة من عدد من المتاحف العالمية الشريكة والتي تعود إلى حوالي الألف الرابع قبل الميلاد. وحتى الوقت الحاضر.
يأتي معرض سورية "تاريخ حي" الذي يقام بالتشارك والتعاون مع ثمانية مؤسسات عالمية تكريما وتقديراً لانجازات الشعوب المختلفة بما يعرضه من برامج متنوعة تعد فرصة للاطلاع على واكتشاف ما تمتلكه سورية من تاريخ طويل وإبداع فني وثقافات غنية ساهمت في اغناء التراث العالمي. كما يعطي تصورا عن ماضي سورية وحاضرها ويفسح المجال لفهم مستقبلها.
ويهدف المتحف إلى إظهار سورية ذلك التاريخ الحي وما يملكه من تحف أثرية غنية وأعمال فنية كل واحدة منها تروي قصة ذلك التنوع الثقافي والإبداع على مدى خمسة آلاف عام، وتنقل صورة التاريخ العريق لسورية خلال هذه الفترة العصيبة التي تعيشها سورية ، فعلى الرغم من الدمار الذي لحق بهذه المنطقة خلال هذه الفترة من الصراع، فلا يزال عبق الماضي وأريجه موجوداً في كل مكان منه بدعم من منظمة اليونسكو العالمية ومؤسسة الآغا خان للثقافة التي لعبت دوراً بارزاً في ترميم الآثار منذ بدء الحرب على سورية.
هذه المنطقة التي تتربع على القسم الشرقي للشرق الأوسط والتي كانت مرتعا للحضارات القديمة والتي ساهمت من خلال فنانيها المبدعين في التراث الثقافي العالمي.
وفي الوقت الذي يسلط الضوء على سورية عالمياً وترتبط صورتها بالصراع في المنطقة وهجرة العدد الهائل من السوريين يبقى هناك جانب آخر تجاهله الإعلام الخارجي وبقي بعيداً عن التغطية الإعلامية، وذلك ما يقوم به المعرض المقام في متحف الآغا خان من إظهار الجانب الغنى الحضاري لسورية المتعددة الثقافات، وتسليط الضوء على الإبداع الذي يتميز به الشعب السوري.
فكرة المعرض تتلخص في استعراض الحضارة السورية التي تمتلك تاريخاً يمتد لآلاف السنين،فهي المنطقة التي تحتضن أقدم مدينتين مأهولتين في العالم هما دمشق وحلب. وهي المنطقة التي كانت مرتعا وموطناً لأقدم الحضارات كالبابلية والحثية واليونانية والرومانية والبيزنطية والساسانية والمماليك والعثمانية والعربية.
وتجدر الإشارة إلى أن المتحف الذي تم تصميمه في إطار مفهوم الضوء الخفيف والذي تم تصميمه ليكون بزاوية 45 درجة بالنسبة للشمس شمالا ليكفل دخول ضوء الشمس الطبيعي إلى كافة الأسطح الخارجية على مدار اليوم وهو سيكون مستقراً دائماً لديانات وحضارات العالم منذ أقدم العصور.