الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي ... تظاهرة اجتماعية.. سياحية.. اقتصادية.. فنية.. ثقافية.. دولية ... تبث الروح في بلد السلام مجددا

برعاية السيد الرئيس بشار الأسد افتتح المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء على أرض مدينة المعارض فعاليات الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي شرارة الانتصار والمحبة وإرادة الحياة.
ورحب المهندس خميس باسم الرئيس الأسد بالضيوف العرب والأجانب المشاركين في فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي وقال "إنني أنقل لكم ولجميع المشاركين تحيات السيد الرئيس وأمنياته بالتوفيق والنجاح وترحيبه الخاص بالأخوة المشاركين من مختلف الدول العربية والصديقة".
وأكد المهندس خميس أن انطلاق معرض دمشق الدولي هذا العام يحمل رسالة للعالم أجمع بأن إرادة الحياة لدى السوريين كانت وستبقى أقوى من الإرهاب رافعا راية من رايات انتصار الحياة على القتل والحق على الباطل والشرف على الخيانة والسيادة على التبعية.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى "أنه لولا دماء وتضحيات شهداء وجرحى الجيش العربي السوري وحلفاء وأصدقاء سورية المقاومين والأوفياء لما استطعنا بفضلهم أن نجتمع لنعلن فصلا جديدا من فصول الانتصار" وقال "إن معرض دمشق الدولي يعاود هذا العام انعقاده بعد ست سنوات قدمت فيها سورية أغلى أبنائها وأقدس دمائها دفاعا عن سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها".
وأضاف المهندس خميس "إننا نستذكر بإجلال وإكبار تضحيات قواتنا المسلحة التي حملت الأمن والأمان إلى بقاع عديدة في هذا الوطن وجعلت من معرضنا هذا حدثاً ممكناً.. لا بد لنا من الإشارة إلى الجهود الجبارة التي بذلت على مدار الأشهر الماضية وذلك بهدف توفير الظروف الملائمة لتنظيم هذه الدورة بعد أن وصل إخوتنا وأبناؤنا الليل بالنهار لنكون هنا جميعا وليبقى النجاح حليفنا في هذا المعرض الذي اقترن اسمه بدمشق الفيحاء طوال 63 عاما".
وأشار المهندس عماد خميس إلى أنه خلال السنوات الماضية شكلت محاولات إسقاط مؤسسات الدولة السورية هدفاً مركزياً للقوى والدول المتآمرة حيث استهدفت منذ اللحظات الأولى للأزمة بناها التحتية ومنشآتها الإنتاجية العامة والخاصة وثرواتها ومواردها الطبيعية والاقتصادية بشكل لافت ومفضوح إلى جانب الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجائرة أحادية الجانب التي فرضها الغرب وبعض الأنظمة العربية على الشعب السوري.
الحرب ورغم كل ما سخر لها من أموال وسلاح ومسلحين وإعلام لم تستطع أن تقتل في نفوس السوريين إصرارهم على الحياة والتمسك بمبادئهم وحقوقهم.
ولفت المهندس عماد خميس إلى أن "سورية خسرت خلال الأزمة الكثير من ثرواتها وإمكانياتها وتراجعت مؤشراتها التنموية التي كانت تضاهي بها دولاً كثيرة في المنطقة" معتبرا أن التقديرات الأولية لحجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي منيت بها سورية ستكون مؤلمة وصادمة لأصحاب الضمير الإنساني ولكن ما يعزي النفس أن هذه الحرب ورغم كل ما سخر لها من أموال وسلاح ومسلحين وإعلام لم تستطع أن تقتل في نفوس السوريين إصرارهم على الحياة والتمسك بمبادئهم وحقوقهم وتميزهم وإبداعهم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الذي لم تستطع إدراكه والنيل منه القوى المعادية لسورية هو مستوى التماسك المؤسساتي للدولة حيث لا تزال البنية المؤسساتية قائمة سليمة وصلبة والذي تأثر هو الموارد وقال "هذه هي مؤسسات الدولة السورية التي استطاعت أن تجهز هذا الملتقى الدافئ والتي ستكون قادرة بالتعاون معكم على أن تعيد للاقتصاد السوري ألقه وقوته".
الاقتصاد الذي صمد طيلة هذه الأزمة يستحق أن يكون شريكاً موثوقاً للحاضر وللمستقبل.
ورأى المهندس خميس أن "الاقتصاد الذي صمد طيلة هذه الأزمة يستحق أن يكون شريكاً موثوقاً للحاضر وللمستقبل لان شريكا موثوقا بإمكانيات محدودة خير من شريك غني لا يحظى بالمصداقية والثقة" لافتا إلى أن عودة الحياة لمعرض دمشق الدولي وبمشاركة واسعة وكثيفة من الشركات المحلية والخارجية تعني أن الحرب فشلت رسمياً في النيل من مؤسسات الدولة السورية وفشلت في قتل إصرار وإرادة السوريين الذين لم ترهبهم طوال السنوات السابقة قذائف الحقد ولم تمنعهم التفجيرات الإرهابية من التوجه إلى أعمالهم والتواجد حيث يريد الوطن وتكمن مصلحته.
واعتبر المهندس خميس أن مؤازرة العديد من الأشقاء والأصدقاء لسورية في إعادة إحياء أقدم فعالية اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية في أكبر مدينة للمعارض بالمنطقة وأكبر مساحة إشغال في تاريخ المعرض تؤكد أن سورية في معركتها ضد الإرهاب المهدد للمنطقة والعالم ليست وحدها وأن محاولات بعض الدول والحكومات عزلها وحصارها باءت بالفشل على المستويين الشعبي والدولي رغم كل ما خلفته تلك المحاولات من آثار على حياة المواطنين وأوضاعهم المعيشية والاقتصادية والصحية.
وبين المهندس خميس أن للموقع الجغرافي الاستراتيجي لسورية دورا في إفشال محاولات المقاطعة والحصار إلا أن ما سارت عليه سورية منذ ما يقارب خمسة عقود من سياسات الانفتاح على الدول العربية والعالمية واهتمامها بالقضايا العادلة للشعوب ومساندتها في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة كان له الأثر الأبرز في إفشال ما كان يخطط لها في الوقت الحاضر رغم كل التآمر والتواطؤ العلني من بعض الأنظمة والحكومات إلا أن ثقتنا تبقى دون حدود بالشعوب وصحوتها وقيمها.
سورية حريصة على تعزيز وتوسيع مجالات التعاون مع الدول كافة لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن حرص سورية على تعزيز وتوسيع مجالات التعاون مع الدول كافة لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة مضيفا.. إن "أبواب سورية ستظل مشرعة لجميع المستثمرين ورجال الأعمال للعمل والاستثمار وبناء شراكات اقتصادية تحقق طموحات جماهير شعبنا في استعادة سورية لدورها ومكانتها الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم".
وأكد المهندس خميس "أن المشروع الوطني للإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد سيعالج الصعوبات التي قد تعترض السير الأمثل للاستثمارات من قبيل الروتين والبيروقراطية" مشيرا إلى "أن الحكومة تعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لتحديث وعصرنة القانون الناظم للاستثمار لتشجيع الاستثمارات بجميع أشكالها وفتح أبواب التشاركية بما يحقق الضمان والأمان للمستثمر ويقلل مستوى المخاطر إلى أدنى حد ممكن ويفتح آفاق زيادة العوائد ويضمن حرية حركة رأس المال حيث ستكون الحكومة حاضرة لتقديم كل التسهيلات المالية والجمركية والمصرفية اللازمة والتي من شأنها تعزيز فرص الاستثمار".
الاقتصاد يجب أن يكون وسيلة لتحقيق رفاه الشعوب وليس سلاحاً للتدمير الشامل للمجتمعات واستعمارها
ورأى المهندس خميس أنه من الضروري في عصر التكتلات "الاجتماع على مشروع تكتل اقتصادي موحد يضم أصدقاء السلام والسيادة لبناء منظومة اقتصادية تسمح بصون القرارات السيادية ومواجهة نزعات الاستعمار الاقتصادي وكسر حلقات العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تحرم الأطفال من الحليب والمرضى من الدواء والمواطنين من الغذاء فقط لتحقيق مكاسب سياسية استعمارية".
وأشار المهندس خميس إلى أن الاقتصاد يجب أن يكون وسيلة لتحقيق رفاه الشعوب وليس سلاحاً للتدمير الشامل للمجتمعات واستعمارها واستعبادها ومصادرة قرارها لذلك نحن اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى لأن نتكاتف لنشكل شبكة أمان اقتصادي لشعوبنا تصون خياراتنا وقراراتنا.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن أمله بأن تشكل هذه المناسبة فرصة لبدء التعاون يتم التأسيس عليها للقاءات متكررة ومستمرة تعلن ولادة مرحلة جديدة من الدبلوماسية الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري تصب في مصلحة الجميع" منوها بالدور الإيجابي الكبير الذي لعبه قطاع الأعمال السوري بكل أطيافه خلال الأزمة بشكل عام وخلال التحضير لفعاليات هذا المعرض بشكل خاص داعيا جميع رجال الأعمال والسوريين كافة إلى العودة لسورية والعمل معا للمساهمة في إعادة الإعمار وتجاوز مفرزات الحرب الإرهابية التي فرضت عليها.
وختم المهندس خميس كلمته بالقول من هذا المكان الذي هو عنوان سورية المنتصرة نقول لكم سورية تنبض بالحياة.
كرتلي: نحن اليوم أمام الوجه الجديد لسورية التي بدأت مرحلة الانتصار والتعافي وإعادة الإعمار
بدوره لفت مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي إلى الجهود المبذولة من قبل جميع الفعاليات الوطنية لإنجاح الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي معتبرا أن مشاركة ثلاث وأربعين دولة شقيقة وصديقة تثبت أن هناك شرفاء في هذا العالم يؤمنون بسورية ومكانتها.
وعبر كرتلي عن ترحيبه بالحضور العربي والدولي المميز في هذه الدورة التي تعد أكبر دورة في تاريخ المعرض من حيث حجم الإشغالات مشيرا إلى مشاركة عشرات آلاف العمال في عمليات التحضير لتلبية احتياجات المعرض في جميع النواحي وما سينتج عنه من عقود تصديرية.
وقال "إننا نلتقي اليوم في هذا الصرح الحضاري المهم الذي عملت على إنجازه مئات السواعد السمر من أرض هذا الوطن.. سواعد اعتادت على البناء وتحويل قاحل الأرض إلى واحات خضراء فعمرت وزرعت ووعدت بالمزيد.. هذا الصرح الذي شرفنا بافتتاحه السيد الرئيس بشار الأسد منذ عقد ونيف فعملنا على الحفاظ عليه وجعلنا منه منارة لاقتصادنا الوطني".
وأشار كرتلي إلى أن "معرض دمشق الدولي عرس وطني لسورية كلها ولد عام 1954 واستمر دون انقطاع حتى العام ألفين وأحد عشر إلا أن غربان الظلام بفكرها الأسود لم يرق لها أن ترى وطننا يزداد خيرا ونماء فصبت نار حقدها ما أدى إلى انقطاع دام خمس سنوات فأبينا إلا أن نرفع شعار الحياة في سورية قولا وعملا وها نحن نجسد مقولة سورية تنبض بالحياة".
وأكد كرتلي أن صناعة المعارض من الصناعات المهمة التي علينا أن نرعاها فهي مولدة لفرص العمل ومدرة للربح ولقد قطعت هذه الصناعات شوطا مهما في سورية حيث بلغ عدد المعارض في الفترة الماضية 120 معرضا في المحافظات لافتا إلى أننا اليوم أمام الوجه الجديد لسورية التي بدأت مرحلة الانتصار والتعافي وإعادة الإعمار حيث أثبتنا أننا قادرون وأن تجربة المعرض برهان على الإمكانيات الخلاقة لدى الشعب السوري الذي حافظ دائما على مفهومين راسخين هما "الكرامة والإنتاجية".
ووجه التحية لكل قطرة دم نزفت من شهيد فلولا دماؤهم الطاهرة ما كان احتفالنا هذا وشكر كل الجهود الصادقة التي بذلت وتضحيات جيشنا البطل حامي الوطن وصانع انتصاراته.
وفي ختام كلمته قال : نعاهد السيد الرئيس بشار الأسد على المضي قدما لبناء ما خربه الإرهاب في كل مكان فأطفالنا بمدارسهم وعمالنا بمعاملهم وفلاحونا في أرضهم يعانقون حبات ترابنا لننتج خيرا وحبا وعطاء.
وبين وزير السياحة المهندس بشر يازجي خلال افتتاح معرض دمشق الدولي ان نجاح إطلاق المعرض اليوم بمكانه وزمانه هو رسالة لكل من حاول إخفاء حقيقة ما يجري من حرب على سورية ولكل من حاول تحريف المجريات ولو حتى بتغير المسميات وهو دعوة للعالم اجمع أن يرى السوري الحقيقي وهو انتصار ليس على آلة الحرب التي تستهدف السوري وحضارته وتاريخه بل على آلة البروباغاندا الإعلامية التي شوهت لسنوات وتعامت عن الحق والحقيقة لافتا إلى اليوم تظهر سورية بانتمائها الحقيقي تمد يدها من دمشق لأبنائها وأحبتها وزوارها كحارس للتاريخ والحضارة ونزف سنوات عصيبة نيابة عن الإنسانية جمعاء حتى تكلل رأسه بغار النصر ليستقبل أحبته معلنا انتفاض إرادة الحياة السورية وقوتها.
وأضاف وزير السياحة تستقبل دمشق زوارها اليوم في إعلان صارخ للعالم اجمع أن السواد والظلام والموت لن يكون يوما ثقافة السوري وان انتمائه للحياة وتجذره عميقا في حضارته تجعل رسالته الأزلية هي رسالة السلام والحب والعمل وان هذه الرسالة ستشع وتأخذ سياقها التاريخي مهما حاولت قوى الظلام طمسها وإخفائها موضحا أننا نجتمع هنا اليوم وسط المشاركة الواسعة عربيا ودوليا وأنظار العالم تتجه نحونا لما نقدمه نوعا لا كما فقط ولنري الجميع أن سورية تنبض بالحياة من دمشق إلى العالم كما يقدر لها دوما أن تكون.
كما بين وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل أن المعرض عرس حقيقي وإعلان نصر وتعاف اقتصادي يتشارك فيه السوريون مع وفود رسمية ورجال أعمال ومثقفين وفنانين من الدول الصديقة والشقيقة مبينا أن القطاعات الإنتاجية في سورية بدأت تسير بخط التعافي بحماسة كبيرة ومؤكدا أن إصرار السوريين بكل طبقاتهم وفئاتهم وقطاعاتهم على أن يكونوا على قدر المسؤولية أوصلنا لهذه التظاهرة التي أثبتت نجاحها اليوم.
وبدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وعزف النشيد العربي السوري ومعزوفات لفرقة الموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله كما قدمت الفنانة ليندا بيطار أغنية "يا شام عاد الصيف" إضافة إلى عرض مسرحي راقص لفرقة "جلنار" بعنوان "قيثارة" وتلا ذلك جولة المهندس خميس على أجنحة المعرض.
ويستمر المعرض حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري ويتضمن حفلات فنية لعدد من النجوم والفنانين السوريين والعرب وعروضا راقصة لفرق فلكلورية ومسرحا للطفل وسحبا خاصا لليانصيب وندوات ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصصية مثل الزهور والكتاب والباسل للإبداع والاختراع إلى جانب عدد من الأنشطة التسويقية والعروض الترويجية من قبل المشاركين في مختلف القطاعات مع وجود مراكز للبيع المباشر للمواطنين علما أن النقل متوافر مجانا من دمشق إلى مدينة المعارض ومن سبعة مراكز انطلاق ذهابا وإيابا.
حضر الافتتاح وزراء وسفراء عرب وأجانب وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إضافة إلى وزراء الداخلية والإسكان والأشغال العامة والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والإعلام والثقافة والنقل والكهرباء والمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إضافة إلى أعضاء من مجلس الشعب ورؤساء الاتحادات والنقابات المهنية وممثلين عن الشركات المشاركة بالمعرض ووفود تجارية وصناعية عربية وأجنبية وشخصيات فنية وإعلامية عربية.

m3rad59_12_03
m3rad59_12_04
m3rad59_12_02
m3rad59_12_01